.. تركتنا فيها ورحلت
علمتنا ما هي.. وتركتنا في هيمنتها وجبروتها
تركتنا نتحاكم في قضاياها الحقيرة
ونحن في هواها كالحلقة المستديرة
رحلت.. بعد أن زرعت فينا ما هي.. وماذا تكون.. وما أجمل ما نجنيه منها.. حب في الدنيا وفوز في الآخرة.. كذلك كنت وتريد أن نكون.. وفزت أنت وبقي نحن المنتظرون
لقد كتبوا قصائد الرثاء.. خواطر الأمل.. حسرات الأوان.. ولكني هنا يا أبي لا استطع أن أكتب لك سوى الحقيقة.. الحقيقة التي يعرفها كل من عرفك.. أباً وأخاً وصديقاً.. كسبت الناس وجعلتهم يكسبوك رغماً عنهم.. لقد جعلت من طيبك حبأ ومن تواصلك قرباً ومن بساطتك سؤدداً.. كنت تنام نظيف القلب وتصحو نظيف القلب.. بنيت من إيمانك مبدأ وقوه.. ومن حنانك رقية وسموه.. ومن ابتسامتك لينا ومروه
عشت أبيا للشر.. محباً للخير.. عشت بعيداً عن حب الدنيا ومشاغلها ورغم ذلك كسبت كل ما فيها من حب ودعاء
وحينما تركتنا لترحل.. ظلت ابتسامتك عنوانا لك، رحلت مبتسماً بشوشاً .. رحلت في أول الطريق وأنت تردد: وداعاً أحبابي فإني مهاجر.. وذهبت تستبق الخطى لأطهر بقاع الأرض.. لتهاجر منها إلى جنة ونعيم بإذنه الكريم.. رحلت بوجه طليق مبتسم
((وجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة))
رحلت يا أبتاه.. رحلت يا من علمتنا ماهية الحياة.. فرحماك ربي.. رحماك ربي.. رحماك يا أبتاه
جرس
الحياة ابدأ لا تنذر.. فأجعل دوماً ضميرك منذر..
رحمك الله ياابي واسكنك اعالي الجنان