مختارات من كتاب بعنوان "مكتوب" للكاتب البرازيلي باولو كويللو...
: مكتوب " ليس ديوان نصائح بل تبادل خبرات...وقصص تنتمي الى التراث الروحي للانسانية ..
"باولو كويللو" كاتب برازيلي من اشهر رواياته "الخيميائي"..ترجمت اعماله الى 56 لغة ..
يرى العرب انه رغم كون كل شيء" مكتوبا" مسبقا , فان الله رحيم ولايستخدم " قلمه" و " مداده" الا لمساعدتنا .
كان المسافرفي فندق في نيويورك قد نهض متاخرا في ذلك الصباح.
وعندما خرج من الفندق اكتشف ان الشرطة حجزت له سيارته.
وصل متأخرا الى موعده ,
وطال الغداء أكثر ممايجب. فكر بالغرامة التي سيتوجب عليه دفعها, وستكلفه ثروة.
فكر فجأة بورقة الدولار التي وجدها عشية أمس.
تخيل وجود صلة فوق طبيعية بين هذه الورقة وأحداث الصباح.
"من يدري ان كنت قد التقطت هذه الورقة قبل ان يجدهاالشخص الذي رصدت له؟
ربما قد اكون أزحت هذا الدولار من طريق شخص يحتاج اليه
ربما تدخلت فيما هو مكتوب."
شعر بحاجة للتخلص من الورقة .
وفي تلك اللحظة لمح متسولا يجلس ارضا فقدمها اليه.
" لحظة , هتف هذا الاخير.
انا شاعر . سأقرأ لك قصيدة لأشكرك."
" لتكن قصيرة اذن لأني مستعجل".أجاب المسافر.
رد المتسول:
"أنت على قيد الحياة لأنك لم تصل
بعد الى حيث تريد ان تصل"
على ضفة نهر بييدرا يوجد دير ازدهرت حوله النباتات .
انه واحة حقيقية وسط الاراضي القاحلة
في تلك البقعة من اسبانيا .
هنالك يصبح النهر الصغير مجرى ماء جارف وينقسم الى شلالات عديدة .
عبر المسافر المنطقة مصغيا الى موسيقى الماء.
وفجأة عند مهبط الشلالات , لفتت صخرة انتباهه.
راقب بعناية الحجر الذي صقله الزمن ,
والاشكال لجميلة التي ابدعتها الطبيعة بصبر.
ثم اكتشف فوق لوجة ابيات رابندرانات طاغور:
"ليست المطرقة هي التي جعلت هذه الصخور بهذا الكمال,
بل هو الماء, بعذوبته , ورقصه ,وغنائه.
حيث لايمكن للقسوة الاان تحطم
, تستطيع العذوبة ان تنحت.
اصطحبت بيبي كونسويلو ابنها الى السينما
وهي تحمل في جيبها الكمية الكافية فقط من النقود.
كان الصبي شديد الحماس وراح يسال امه دون انقطاع
عن موعد وصولهما.
عند اشارة حمراء رات متسولا يجلس على الرصيف
ولايمد يده للمارة.سمعت حينئذ صوتا يقول لها :" اعطه كل مامعك من نقود"
شرحت بيبي للصوت بانها وعدت ابنها باصطحابه الى السينما .
" اعطه كل شيء " الح الصوت
" استطيع اعطاءه النصف
, فيدخل ابني بمفرده وانتظره
عد المخرج" قالت معترضة.
لكن الصوت لم يشا النقاش:" اعطه كل شيء"
لم يتح لبيبي الوقت لتشرح الامر للصبي .
أوقفت سيارتها وقدمت كل ما معها من نقود الى المتسول .
"الله موجود وهاقد اثبت لي ذلك للتو.
قال لها المتسول . اليوم هو ذكرى ميلادي .
كنت حزينا وخجلا من الاستجداء بشكل دائم .
لذا قررت الا امد يدي ,
وقلت لنفسي: اذا كان الله موجودا فسيقدم لي هدية "
تقبلووووو نقلي